مجرد السماع بوجود رجل صيني في أي مكان بأي دولة من العالم أصبح ينذر بالخطر، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) التاجي الجديد الذي كانت بدايته هي مدينة ووهان الصينية منتشرا منها إلى باقي دول العالم، مواقف كثيرة يتعرض لها الصينيون في حياتهم اليومية التي تؤثر في حالتهم النفسية.
“هلع، خوف منهم، تجاهل”، الكثير من الأفعال يقوم بها البشر من دون وعي، ومنها فتاة مصرية كانت قررت المزاح من وجودها إلى جوار رجل صيني على متن طائرة واحدة، حتى تراجعت في هذا الموقع بسرعة، وأوضحت له أن المزاح طبع غير متعلق بفئة كالصينيين أو مرض.
سافرت ياسمين في الثاني من فبراير الجاري، وكانت الطائرة بأكملها من الصينيين، ومعظم الركاب شعروا بالخوف نظرا لانتشار فيروس كورونا، رغم اتخاذ احتياطات الكشف في المطار بشكل دوري، لم تخف ياسمين ولكن قررت المزاح بالتقاط صورة وهي تجلس بجوار رجل صيني، على غرار فيلم “فول الصين العظيم”، وتقول ياسمين: “كنت هصور الصورة للهزار بس”.
فتحت ياسمين الكاميرا السيلفي لالتقاط الصورة ولاحظت أن الرجل الصيني الذي يجلس خلفها قد لاحظ أنها ستسخر منه هو وزملاؤه فشعر بالحزن، وبدا ذلك في الصورة الأولى حيث ظهر بملامح غاضبة.
لم تتردد ياسمين في إصلاح هذا الموقف، لمراعاة شعوره هو ومن معه إيمانا منها بأن المرض يصيب الشخص في أي مكان، “أما فكرت قلت لأ عيب أكون رايحة حدث عن الأخوة الإنسانية واتصرف كده عكس مبادئها”، أمسكت ياسمين الموبايل لفترة حتى لاحظت أنه نظر مجددا إلى الكاميرا والتقطت معه عدة صور ولكن هذه المرة وهو يضحك كصديق جديد تعرفت عليه خلال الرحلة القصيرة.
بعد التقاط الصور تحدثت ياسمين إلى الرجل الصيني، وأوضحت له أنها لم تقصد مضايقته، “لقيت رد فعله مش متوقع”، فقد شكرها الرجل الصيني باعتبارها الوحيدة التي لم تتعامل معه على أنه وزملاؤه فيروسات، كما قالت ياسمين لـ «صدى البلد».
وأوضحت له ياسمين أن المصريين يحبون المزاح حتى في المصائب، وأن سخرية البعض على متن الطائرة غير مقصودة، وهو بدوره تفهم الموقف، وتقول ياسمين “الصينيين مش فيروسات ومالهمش ذنب في المرض اللي انتشر.. فرفقا بهم”.
وأضافت ياسمين عن هذا الموقف الذي أثر فيها ودفعها لنشره على مواقع التواصل الاجتماعي حيث حصد آلاف الإعجاب والتعليقات، أن فيروس كورونا كوفيد-19، نسبة المصابين به لا تتعدى 1% من عدد سكان الصين، لذا من غير المنطقي التعامل معهم بهذه الطريقة التي قد تصل إلى الإهانة.