يتناول الكاتب الصحفي محمد المرواني ظاهرة خروج الموظفين من مكاتبهم قبل وبعد الظهر، تاركين المراجعين في حيرة، لا يدرون لمن يتوجهون لقضاء مصالحهم، خاصة إذا لم يكن للموظف من ينوب عنه في أداء المهام الوظيفية، لافتًا إلى العذر الذي يتحجج به الكثيرون، وهو مواعيد مدارس الأولاد، متسائلاً: متى تنتهي هذه المشكلة؟
المكاتب فارغة قبل وبعد صلاة الظهر
لديك 2 خبر جديد:
صوتنا خليجي ينشر معلومات جديدة حول أسباب فشل اجتياز سيارات الخصوصي للفحص الدوري في السعودية في 2024
صوتنا خليجي ينشر معلومات خاصة عن أول مهرجان سينمائي في العالم
وفي مقاله “(مدارس).. يا مسؤولي الإدارات!!” بصحيفة “المدينة”، يقول المرواني: “عندما تجد المكاتب فارغة قبل وبعد صلاة الظهر من بعض الموظفين.. وتكون لك مراجعة رسمية وضرورية، فإنك بذلك تشعر بقيمة الوقت وتتساءل: ألا توجد حلول لهذه المشكلة؟، فالكل يبحث عن عذر لساعة أو ساعتين من وقت العمل بحجة المدارس، والغريب أن بعضهم ربما ليس لهم أولاد، ولكن لديهم مدارس، كيف؟ لا أدري!!. بعض الإدارات لديها بدل الموظف آخر يقوم بعمله، وهذا جيِّد ويُشكر عليه مَن يُدير العمل.. لكن المشكلة عندما يكون البديل غير موجود، أو يكون رئيس الهرم لديه مدارس هو الآخر”.
لديك 1 خبر هام :
ما حدث معي قبل أسبوعين
ويروي “المرواني” قائلاً: “صادفني هذا الإشكال قبل أسبوعين، وتعجَّبتُ أشد العجب عندما يكون المسؤول بإدارة تعليمية لا يستطيع أن يجد لأبنائه مدرسة قريبة من منزله، ليكون حاضراً أمام مراجعيه!!.. هذا الإشكال، ربما خفت حدّته قليلاً مع مقدرة المرأة أن تكون سائقة ماهرة تأتي بالأطفال، أو تأتي هي من مدرستها إن كانت معلمة، أو ما زالت على مقاعد الدراسة”.
بعض الإدارات الحكومية
ويضيف الكاتب: “هذه المشكلة ليست بالأهمية مع بعض الإدارات الحكومية التي لا ترتبط بالجمهور، فهناك عمل يقوم به الموظف، وربما لا يُغادر إلا وقد أنهى عمله المكلَّف به إذا تواجد في إدارة يُرغم مديرها مَن يذهب للمدارس، بساعة عمل إضافية بالمساء، فيصبح نصف مَن يذهب للمدارس بدون مدارس!!”.
أنتقد أم أُشيد؟
ويتوجه “المرواني” إلى مسؤولي الإدارات، ويقول: “يا مسؤولي الإدارات: لا أدري هل أنتقد – والانتقاد دائماً سهل للكاتب- أم أُشيد وأمدح – وهذا من أصعب الأمور عليَّ- لأن البعض مع الأسف عندما تشيد بعمله يضعه في خانة المصلحة، أو النفاق، وهذا ليس من صفاتي ولا أتمنَّاه”.
انتقدت.. والآن أشيد بهذا الرجل
ويروي “المرواني” عن أحد مديري الإدارات قائلاً: “سبق وأن انتقدت – ربما قبل عامين- في مقالٍ لي، الأستاذ ناصر العبدالكريم، المدير العام لإدارة التعليم بمنطقة المدينة المنورة، لوجود بعض السلبيات من وجهة نظري الشخصية، وربما هي قرارات تحمل الإيجابيات التي لا نعلم خفاياها.. حيث زرت -آنذاك- إدارة تعليم المدينة لأمرٍ بسيط، وإذا بي أجد أن هناك مَن لديه اجتماع، ومَن لديه مدارس، والأمر لا يرقى لأن أشغل المسؤول الأول، ولكن ربما لأكون شاهداً على نبل وأخلاق ومعاملة المسؤول الأول للمراجعين، ومَن له حاجة أو مشكلة، فلم يجد لها باباً يطرقه إلا باب مدير عام إدارة التعليم، فوجدته خارج مكتبه بعد الظهر وسط المراجعين بصالون الاستقبال، وليس بمكتبه، يسمع ويُوجِّه ويحل بابتسامة وروح طيبة، فيا ليت نظراءه وبقية مسؤوليه بمثل أريحيته، فبعد أن خلص من الجميع، دخل مكتبه، فدخلتُ معه، ووجدتُ من الصعوبة أن أصف جمال اللقاء القصير، ولولا مشاغله لما تحرَّكت شبراً من مكتبه، فهو ذو حديث لا يُمَل.. ولكني تذكَّرتُ أن لي زوجة لا تجيد قيادة السيارة، وأنه عليَّ أن أُسرع، فقد جاء دور المدارس، ولكن لمتقاعد تحوَّل من مكتبة المدرسة، لمُقوّد السيارة!!”.