قصة صادمة من مدرسة بنات في عدن

موقف من ادارة مجمع الفقيد علي سالم بارباع في  مديرية المنصورة م/عدن  يستحق الشكر والثناء.

………..

يوم امس ولظرف خاص تغيبت بنتي عن الذهاب الى المدرسة .

لديك 2 خبر جديد:

…..

لديك 1 خبر هام :

وفي صباح اليوم طلبت مني مرافقتها الى المدرسة بسبب غياب امس ، قلت لها  ألهذا  الدرجة  غيابك ليوم واحد يستوجب حضوري معك الى المدرسة ؟ قالت نعم يا أبتي لن يتم قبولي اليوم الا بحضورك انت او احد إخواني .

لبيت رغبتها وذهبت معها الى ادارة المدرسة لأعرف السبب الحقيقي لاتخاذهم مثل هذه الإجراءات  ، وصلت المدرسة  وارشدوني الى احدى الغرف توجهت الى الغرفة  ووجدت أمامي اربع حالات مماثلة لحالة ابنتي واذا بالمشرفة تطلب البطاقة الشخصية من اولياء الامور وتقوم

 بتدوين المعلومات في السجل العام وبعدها تعطي ورقة للسماح للبنت بالدخول الى الشعبة  جاء دوري  وعرفتها بنفسي  وسبب حضوري

 طلبت مني البطاقة الشخصية قلت لها ليس معي بطاقة  كي أرى ما هي الخطوة او الاجراء التالي في حالة عدم وجود اثبات لوي الامر  ,

 وحقيقة لم اكن اتوقع انهم يطلبوها مني في المدرسة لغياب يوم واحد  .

قالت لي المشرفة عُد الى البيت واحضر بطاقتك قلت لها من باب المزاح وما اهمية البطاقة  هل عندي حوالة باسمي استلمها ؟  هو مجرد توقيع على عدم تكرار الغياب ، ردت عليا بكل هدوء لديك  ما هو  أهم  وأغلا وأثمن  من الحوالة النقدية  ، قلت وماهي قالت بنتك فلذت كبدك , 

قلت لها وضحي لي اكثر كي استوعب معنى كلامك قالت  لدينا إجراءات نتخذها كي نتحقق من هوية من يحضر مع الطالبة بعد غيابها ونتأكد بانه  هو ولي أمرها فعلاً عبر الهوية الشخصية حتى لا نترك مجالاً أو ثغرات لشياطين الانس وبائعي دينهم وضمائرهم أن يتلاعبوا بعواطف ومشاعر  الطالبات  …

وكذلك من أجل أن يتأكد ويعرف ولي أمر الطالبة بان بنته أو اخته تغيبت عن الحضور  وبذلك نكون قد قمنا بواجبنا تجاه الطالبة وتجاه اسرتها وأيضا كواجب ديني ومهني وتربوي واجتماعي  .

لا تزعل مني  انت تعلم ان اكثر اولياء امور الطالبات لا يوجد لديهم تلفونات ارضية وكذلك رداءة الشبكة الخلوية وقطع شبكة يو جعل من الصعوبة التواصل مع اولياء امور الطالبات الغائبات في صباح ذلك اليوم الدراسي الذي تغيب فيه الطالبة  كما هو معمول به في الكثير من البلدان للتأكد من غياب بناتهم لذلك  اشعرنا البنات ان اي طالبة تغيب  يجب ان تحضر ولي امرها في اليوم التالي أولاً   كي نتأكد من صحة سبب غيابها  وثانياً  كي ننبه ولي الامر بأن الطالبة تغيبت ولم تحضر الى الدوام  كي نعمل سويا مع الاسرة في تأمين ذهابها وايابها  وقطع الطريق إمام أي حجج أو اعذار قد تلجا اليها بعض الطالبات والتي  هي غير صحيحة أو مزيفة قد تختلقها الطالبة  لتبرير الغياب .

والحليم بالإشارة يفهم .

قلت لها اشكركم وأشكر جهودكم وابارك هذه الإجراءات الرائعة التي تتخذونها حفاظا على بناتنا وكثر الله من أمثالكم وبارك الله فيكم وفي اعمالكم 

وأخرجت لها بطاقتي والتي لا تفارقني ابداً  والتي قد  تظاهرت في البداية بعدم  وجود البطاقة معي كي اتابع ماهي اجراءاتهم والخطوات التي تتخذها المشرفة معي وهل تتنازل عن تطبيق النظام وتتعاون بقبول بنتي بدون بطاقتي لكنها صدمتني بصرامتها وحزمها وعدم قبولها أي اعذار وطلبت مني العودة الى البيت كي احضر البطاقة .

عندها اعطيتها البطاقة وسجّلت معلوماتي في السجل الخاص بهذه الحالات ثم اعادت لي البطاقة واعطت البنت الاذن بالدخول الى الشعبة. 

حينها شعرت بان الدنيا لا زالت بخير وان في هناك اناس لم يغيرهم الزمن.

اخذت منها البطاقة وقدمت  لها الشكر والامتنان لهذه الخطوة الطيبة والذي اتمنى من المسؤولين على العملية التعليمية  تعميمها على جميع المدارس في جنوبنا الحبيب ، فكم من بنت انزلقت ووقعت في براثن الاشرار وكم من شاب ضاع وضاع مستقبله بسبب انقطاع الاتصال بين الاسرة والمدرسة .

على فكرة هذه مدرسة حكومية وليست خاصة.

فتحية من الاعماق للمديرة والطاقم الاداري والطاقم التعليمي في المدرسة.

الأستاذ / ثابت محمد اليزيدي