حارب الإسلاموفوبيا بـ هز الشباك.. كيف نجح محمد صلاح في تغيير نظرة الملايين للمسلمين

شهرة محمد صلاح في البداية كانت تتعلق بقدرته على إحراز الأهداف، لكن مشجعي ليفربول أصبحوا مفتونين باللاعب المصري الملتحي ذو الشعر المجعد، الذي فاقت شهرته كل التوقعات في فترة قصيرة، وبحسب الطب النفسي فإن تأثيره لم يقتصر على ملعب كرة القدم فقط فقد أصبح في غضون عدة أشهر من مسيرته في ليفربول، أيقونة التغيير الإيجابي.

 

هتافات غير مسبوقة، غناء باسمه، مظاهرات بدون دافع للتغني باسمه، بكاء الأطفال عند مشاهدته، كلها مظاهر حب البريطانيين للاعب المصري الذي اجتاح قلوبهم، وبحسب التقرير الذي نشره موقع ليفربول فإنه لم يفعل أي شيء عن قصد ليصبح محبوبا، كان يذهب للعمل، يحضر التدريبات، ولكن ما فعله فعلا وامتلك قلوبهم هو حرصه على السجود على ركبتيه ورأسه على الأرض أمام العالم.

 

سجوده المتكرر لفت الانتباه إلى إيمانه في البداية، وبعدما كان يخاف الغرب من الإسلام أصبحوا في انتظار إحرازه أي هدف حتى يسجد أمامهم، وقال صلاح في مقابلة مع سي إن إن العام الماضي: “إن الصلاة أو شكر الله على ما حققته، أمر من الله أنفذه بعد الفوز.. لقد فعلت ذلك دائما منذ صغري في كل مكان”.

 

صلاح المتواضع من أكثر الشخصيات تشجيعا وقدرة على إحداث تغيير إيجابي، كما ذكر في التقرير، وأحدث أيضا تغيير حقيقي في المجتمع الغربي، كما كشفت دراسة، نُشرت في شهر مايو ، عن قسم العلوم السياسية بجامعة ستانفورد ، عن انخفاض بنسبة 18.9٪ في جرائم الكراهية ضد المسلمين في ليفربول منذ وصول صلاح إلى النادي، وانخفاض عدد التغريدات المعادية للمسلمين أيضًا.

 

“لماذا انخفضت جرائم الكراهية؟”، هناك نوعان من التفسيرات الذي قالهم ويليام ماربل، المؤلف المشارك لدراسة جامعة ستانفورد، الذي روى تجارب حقيقية بأن الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم الكراهية أصبحوا الآن أكثر تسامحًا، ولكنه يعتقد أنه من غير المرجح أن يصبح المتعصبون المتطرفون الذين يرتكبون جرائم الكراهية أكثر تسامحًا بعد رؤية نجم كرة قدم لا يشبههم.

 

التفسير الثاني الذي أعتقد أنه من المرجح أكثر، أنه مع وجود الكثير من الأشخاص الذين يتحدثون عن محمد صلاح، أصبح من الواضح أن الناس يحبون محمد صلاح ويرحبون به، وهذا أرسل رسالة إلى أشخاص مدعمي نظريات الكراهية بانهم مخطئين.

 

تأثير محمد صلاح وحب الناس له أصبح واحدا، وكأن حبهم له يخبر العالم بأن الإسلام لا يحث على الأرهاب كما يحاول البعض أن يشيع عنه، ومنهم بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الذي كتب في عمود من صحيفة التليجراف في العام الماضي، رفضه لإهمال المسئولين لقضية الإسلاموفوبيا التي تمثل مشكلة، ووصف الإسلام حينها بأنه الدين الأكثر وحشية بين جميع الأديان.

 

المواقف تتغير.. وبفضل اللاعب محمد صلاح، وزميله ساديو ماني، تغيرت وجهت نظر البريطانيين وقناعاتهم عن المسلمين تماما، حتى سخر الله من أنصار فريق ليفربول باختلاف دياناتهم عشاقا لمحمد صلاح المسلم الذي أصبح قدوة لهم ولابنائهم.

 

تم الاعتراف بتأثير محمد صلاح في الغرب من خلال مجلة تايم  TIME، بعد اختياره كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في TIME لعام 2019 ، رغم عدم تخطي عمره السابعة والعشرين.

 

وكتب جون أوليفر في ملفه الشخصي لـ TIME عن محمد صلاح أنه إنسان أفضل من كونه لاعب كرة قدم، مضيفا أنه أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، ورغم أنه شخصية بارزة للمصريين والمسلمين في جميع أنحاء العالم إلا أنه يظهر دائما كرجل متواضع.